الرأي

قبل الاجتماع

صوفي أبو سمرة تكتب لـ “الصّفوة”

عدة محاور دارت حولها الأخبار في الأيام الفائتة، وشغلت أنصار المريخ كثيرًا، ما بين خبر وتصريح ذات مضمون واحد في قوالب مختلفة، نتناولها هنا بقليل من الاستهجان لأن كثيره استهلكناه سابقًا مع إدارة مجلس المريخ المراوغة.

تابعنا في إصدارات المريخ المختلفة، وقبل عودة المدرب خبرًا مفاده:
“أن مجلس إدارة نادي المريخ قطع شوطًا بعيدًا، في القيام بتسوية مالية لإنهاء مسيرة المدرب الإيطالي كمدير فني لفريق الكرة بالمريخ، وبذلت الإدارة التنفيذية للنادي متمثلة في المستشار القانوني نصر عزام والمدير الرياضي نادر خليل، جهود كبيرة لإنجاح تلك الخطوة وحل أزمة النادي المتعلقة بالمدير الفني”.

وتنفس عشاق النادي الصعداء واستبشر الجميع خيرًا، بأن أزمة المدرب ماضية إلى انفراج، ولكن سوليناس عاد إلينا من جديد بعد انتهاء فترة الراحة الممنوحة للفريق من قبله، بعدما طار إلى بلاده وظن البعض أنه لن يعود مرة أخرى، بعد أن تكون إدارة النادي قد أبلغته بقرار الاستغناء، وبرغبتها “الصادقة” في إنهاء عقده، وإجراء مخالصة بكامل مستحقاته على النادي.

فإذا بالإيطالي يعود ويباشر مهامه، كأنه لم تعقد اجتماعات ولم يجري حديث عن إنهاء عقد تم تناوله، ولم تجلس الإدارة التنفيذية وتداولت الأمر مع مستشار النادي القانوني!

ويتساءل الجميع، هل هو الشرط الجزائي ومتبقي العقد؟ أم هي المُماهاة والتخدير؟
وإذا كان السبب هذا أو ذاك، فكلها مواقف هزيلة تنتقص من قدر إدارة النادي الكبير الشئ الكثير.

وبينما الجميع في جدل ونقاش مستفيض حول هذه النقطة، فإذا برئيس مجلس الإدارة يخرج بتصريح مختلف يناقض الخبر أعلاه حيث قال:
“بخصوص عقد المدرب الإيطالي سوليناس، لا يوجد شرط جزائي لأن العقد متكافئ، والمريخ كبير بتاريخه ومكانته وأجهزته الإدارية والتنفيذية والقانونية، وقادر على حماية حقوقه تمامًا في أي معاملات أو تعاقدات”.

انتهى تصريح الرئيس، وكان سيكون تصريحًا جميلًا وقويًا، يفرض على الجميع احترامه ويحسب للإدارة لا عليها، إذا لم يسبقه خبر اجتماعات الإدارة التنفيذية مع القانونية، لإيجاد مخرج لأزمة إنهاء عقد المدرب، ليصبح مجرد قول لا يتبعه فعلٌ ملموس ولا جهدٌ محسوس.

عقد متكافئ والكل يعلم ما هي العقود المتكافئة، وهي عقود توصف بالديمومة والعمل الذي يضاهي المقابل المبذول، في ظل التراضي والثقة بين الطرفين.

ثم أضاف لا يوجد شرط جزائي؟ ماذا يوجد إذن؟ هل هي خطة ممنهجة لتدمير ما تبقى من فريق الكرة؟ بالإبقاء على مدرب ضعيف القدرات عديم الموهبة؟ مثير للمشاكل وغير مرحب به في دائرة اختصاصه؟ وهل الجميع يرى بوضوح عدم الجدوى في بقاء هذا المدرب، الذي جرد المريخ من أفضل مميزاته إلا النمير؟

لأن الواقع الآن يقول بإختصار، أن سوليناس باقٍ بالمنصة التدريبية للمريخ، ما بقي النمير رئيسًا لمجلس إدارة نادي المريخ، هذه هي الخلاصة التي تضمنتها تصريحات السيد الرئيس مؤخرًا، بوصفه عقد المدرب بالعقد المتكافئ.

نقول قولنا هذا، وننتظر ما تسفر عنه الساعات القادمة، على أمل أن تأتي مخرجات الاجتماع المزمع عقده عصر اليوم الخميس بالجديد والمرضي، في توضيح الحقائق وإزالة الغشاوة، التي ظلت تغطي على حقيقة ما يدور في هذا الملف الشائك، وماذا أعدت الإدارة لخوض معركة الإنتقالات الشتوية التي باتت على الأبواب، والتي ينتظرها العشاق بآمال عراض، لتغازل أشواقهم في عودة الروح إلى الفريق، بإضافات قوية تصحيحية تعيد للمريخ هيبته ومكانته، وتبشر بموسم يختلف عن الموسم المنصرم، الذي كان أقل ما يوصف به هو أنه موسمٌ للنسيان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: محمي ..