الخازوق
د.طارق عوض سعد
للمرة الثانية أعتذر عن مواصلة الكتابة في غمار سلسلة حلقات “أين تكمن المشكلة”، ولعل عذري سابلٌ كحنق المحتضر مثخنًا بالجراحات، جراء ابتسام الغادر جبنًا في وجهه الأليم.
اعتذاري مجددًا فالجرح الأحمر دام
فيما أضجع المدمر حلو الأنام
لا الصحو أجزل مغزل الحرز الأمين والود هام
لا استخار الخازوق يومًا إن كف أذاك واحذر غضبة الضرغام
بكل صدق أعرب عن تعاطفي مع الصامتين من مجلس الصدفة وخطف البصر، لاستبسالهم البليد في توريط أنفسهم والمريخ العظيم في مثل هكذا خازوق، والخازوق الذي مررت عليه عبورًا في سفر الأمس، والذي يتقمص شخصيته المدمر وسيلة إعدام- تعتبر إحدى أبشع وسائل الإعدام حيث تخترق جسم الضحية بعصا مدببة من ناحية حتى تخرج من الناحية الأخرى- وفي معظم الأحيان يدخل الخازوق بطريقة تمنع الموت الفوري، ويستخدم الخازوق نفسه كوسيلة لمنع نزيف الدم، وبالتالي إطالة معاناة الضحية لدرجة يتمنى فيها الموت.
هذا الخازوق النمير هو تمامًا ما يفعله بالمريخ “الموت البطيء”، ومن عجب توارد الخواطر أن خازوق العصر، استحدث فضيلة التخدير بوعوده الزائفة وتقلباته الواجفة، وتلك تحمد له إذ انتخب الموت الرحيم، وفي رواية أخرى موت الشفقة لكسر رقاب عشاق الكيان.
مؤانسات المشفقين على النادي العريق انكبوا على تحليل خام الخازوق، هل لسنان هذا المخلوق الخازوقي صلة بتنظيم الصدارة الهلالي؟ وصل الذهن وعصفه إلى مرحلة أن الخازوق ليس إلا رسولًا من العرضه شمال لتدمير المريخ.
قالوا ولم أقل.. أما قولي أنا فلا أنكر انتماء النمير، ولكن الرجل جاء محمولًا على سفر الميديا “أنا قبلان أكون رئيسكم”، ولم يصدق الجالسون إطلالة الصرافة الجديدة “جاتم مدردقة”، لا يهم أن يكون مجيدًا
الأهم أن يكون صرافًا ماجدًا، والمهم نحنا قاعدين والرجل لا أصبح صرافًا ولا مجيدًا.
ولكنهم تحت كل الظروف، ظفروا بمقعد طرف المشيش ومائِه العذاب بكسر العين، بينما يتشظى مسام الجمهور بسقر العذاب بفتح العين وتسبيلها.