النّجم الثّاقب

أين تكمن المشكلة 2

د.طارق عوض سعد

بدأت الأسبوع الماضي، سلسلة حلقات تناولت فيها محددات ومهددات الأزمة المريخية، ولكن تداعيات واستعار حمى الأحداث في المريخ، لم تسعفني للاستطراد بما يؤمن للمتابعين استمرارية منتظمة للحلقات.

وعليه لأغراض ملاحقة الأحداث، سأحاول جاهدًا التوفيق بين التداعيات المتواترة والأزمة المستفحلة، والتي ما برحت تراوح مكانها، فعلى سبيل المثال حدوتة مجلسنا الغريب شكلًا ومضمونًا، المجلس الذي يعارض نفسه، وطبعًا دي أول مرة تسمعوا بيها، والأغرب منها أن بعض السذج ينبرون وبمنتهى العوارة في قول، أن من أسباب قعود المجلس أنه ثمة تنظيم سري يعمل في الخفاء.

وبذات العوارة لا يدرون أن المعارضة شغالة منهم وفيهم، امتثالًا للمثل القائل “من دقنوا وافتلّوا”.

“نحن نحبك يا ريس” هكذا يكون القناع في ساعة السحر والوداد، وعلى حين غرة وانعزال
هناك ضرب تقيل تحت الحزام، حتى ساد المريخ تذكار الدراما المصرية عبر فيلم “أيام السادات”، أكثر مما أرهق الفرعون المصري أياميها.

“جماعة مراكز القوة”، بالنهار يطبلوا ليهو وبالليل يحفروا ليهو، والأدهى والأمر أن المدمر يبتسم فرحًا بالنضيد من الإطراء، يبتسم وخنجر الأدعياء مغروزٌ فيه.

وللأسف كلّي ثقة، في أن مراكز قوة المدمر سينجح مسعاها في تدمير المدمر، بعكس السادات الذي قضى عليهم مبكرًا، إذ أن معاول السادات للتدمير كانوا معاونيه الذين يرفدونه بمكر الماكرين، بخلاف المدمر الذي أعطى أذنيه فقط للثالوث الكهنوتي، ولا زال سادرًا في غيّه يبصر ولا يبصر، كالنحل في خلية خمائل البستان المهدور، يبذل الشهد ليتقوى به قاتله، والشهد لمن لم يعتبر هو مال المريخ، الذي تم تسييله، بلا راعٍ ولا قابض على جمر قضية النادي العظيم.

أتفق تمامًا على أن أس أزمة المريخ هي المؤسسية المفقودة، وأن جزءً من الحل يكمن في تناول المشكلة بكلما وليس ببعضما، ولكن هذا التعاطي لا يسوء البحث عن معاضل الآن، حيث أن مؤامة الحلول ضرورة ملحة، لذلك علينا البحث عن جذور المشكلة، باستصحاب نذر مشكلات الآن حتى لا يُضام المريخ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: محمي ..