الدورى الممتاز
د. طارق عوض سعد
بالأمس أشرت لملحمة البرشا والريال، ولم أتطرق إلى النواحي الفنية، بقدر ما تعمقت في جهر والتماع الجوهرة الجداوية وأثرها في سبي العيون
اليوم وفي عدد من مدن السودان، تجري أمامي الآن في لحظة كتابة هذا العمود، مباراتي الهلال بورتسودان والميرغني بمدينة كسلا، فيما يواجه الزمالة أم روابة الرابطة كوستي بمدينة ربك.
وكعادتي في سبر غور الحقوق المجاورة للمشاهد، وأثر هذه الحقوق إجمالًا على الرقي باللعبة هالني ما رأيت، في البدء اعتقدت أن الأمر لا يعدو كونه قصور في التصوير، ولكن بالمزيد من التدقيق تأسفت جدًا لحال دور الرياضة، اصفرار مؤلم للنجيل ومقاعد مهترئة، وخطوط وفواصل الملعب تكاد أن تستعين بمجهر لكي تراها، لدرجة إنني اشفقت على الحكام.
الحكم الرابع محاط بشلة من الأصحاب على منضدة اسكراب، تئن من الإهمال وجور الزمان، بقدر ما أشدنا بالاتحاد العام من قبل وفي سعيه الدؤوب لتطوير اللعبة، أجدني اليوم أسيفًا على الظهور الباهت لملاعبنا، مما يدل على سوء تقدير في مسألة إعلان انطلاق منافسة الدورى الممتاز، دون بذل المزيد من الجهود التي من شأنها أن تعين اللاعبين لتقديم أفضل ما عندهم.
..
صحيح أن الحرب التي طال أمدها، أثرت بشكل واضح على كل البنيات التحتية للدولة، بيد أن المدن الآمنة التي تشهد مباريات المجموعات، لم تكن ضمن دائرة الحرب مما يعني سلامة دورها الرياضية، وبالضرورة إمكانية صيانتها بأقل تكلفة، في حدود إمكانيات الولاية.
تنعدم أطر العدالة إذا ما قارنّا الاستاد الرقمي، الذي شاهدناه أول أمس بمدينة جدة باستاداتنا، ده شهر ما عندنا ليهو نفقة، لكن عندنا نفقة في شوية جير لإظهار خطوط الملعب، ما ممكن الحكم يعد تمنطاشر خطوة عشان يعرف المخالفة داخل الخط أم خارجه!
دي تقنية الڨار زاتا ما بتقدر تحدد نوع المخالفة فيها، ناهيك عن حكم مغلوب على أمره! ثم دي شنو وجبة الفطور العملتوها جائزة لنجم المباراة؟
ثقتي في الاتحاد لا تحدها حدود، أعلم أن الحمل ثقيل، كما أعلم أن رجال الاتحاد على قدر التحدي.
