وسط الرياح

أياك أعني يا ود نوباوي 1- 3

أبو بكر الطيب

يعد المثل القائل إياك أعني واسمعي يا جارة، من الأمثال المشهورة على نطاق واسع، ويحمل هذا المثل من الدلالات والرسائل المثير الخطير، ويوجه إلى معاني متعددة تتراوح ما بين التهديد والتحذير، بالإضافة إلى دلالات اجتماعية وثقافية عميقة، وهذا ما يفسره موقف الاتحاد العام من نادي ود نوباوي.

والأمر لا يحتاج لكثير عناء واجتهاد وتفسير وتوضيح، لذلك نحاول أن نوجزها لكم في كلمتين رئيسيتين “إياك وأعني”، وإياك هي أداة تأكيد موجهة للمخاطب، وتستخدم للفت الانتباه والتركيز على الشخص المقصود، أما كلمة أعني فهي فعل أمر من “عنى”، وتعني قصدٌ أو استهداف.

إذن موقف الاتحاد العام مع نادي ود نوباوي في ظاهره، يكون القصد منه هو التركيز على ود نوباوي ومخاطبته بشكل مباشر، لكن المعنى العميق يكمن في الإشارة إلى برمجته في المباريات، والتي يعتبر مهزومًا فيها بالانسحاب، وذلك يفسر المعنى المقصود من هذا الفعل، دون ذكره صراحةً في إشارة إلى المقصود دون تسميته، وفي هذه الحالة على ود نوباوي، أن يعرف العقوبات التي سيتعرض لها الفريق في حالة الانسحاب من مجموعة مباريات، فهذه رسالة على نادي ود نوباوي معرفتها والتصرف اللائق معها، وهذا المسلك الذي اتبعه الاتحاد العام اتجاه نادي ود نوباوي، ليس له سوى تفسير واحد لا ثاني له، وهو وسيلة من الاتحاد العام للتعبير عن استيائه وغضبه، من طريقة النقد التي تعرض لها الاتحاد من أحد منسوبي ود نوباوي بطريقة غير مباشرة.

إن هذا الأسلوب يعتبر نوع من التهكم على نادي ود نوباوي، كونه أصبح حديث الوسط الرياضي، وهذا ما اعتمده الاتحاد العام في فعله المشين هذا، بتجنب الشخص المحسوب على ود نوباوي في المواجهة المباشرة، وتفضيله استخدام أساليب ملتوية لكي ينتقم لكرامته المهدرة.

وكما قلنا فإن الأمر لا يحتاج لدرس عصر، حتى نفهم ونستوعب موقف الاتحاد العام من نادي ود نوباوي، فكل الوسط الرياضي متابع ومتفحص، ويعلم كيف يفكر عباقرة الاتحاد العام، والجميع يعلم أن الاتحاد العام يستخدم هذه العبارة “إياك أعني”، لإيصال رسالة ضمنية تحمل تهديدًا ووعيدًا لكن دون مواجهة مباشرة.

هذا السلوك يعكس تردد الاتحاد العام، في التعامل مع أنديته بطريقة واضحة وصريحة، وإخفاء نواياه الحقيقية خلف تصرفات مموهة، وهذه التصرفات الغير مدروسة تساهم في تعزيز التوترات والشكوك بين الاتحاد وأنديته.

وأهلك العرب قالوا:
الما بعرف التلاميح لا بريح ولا بستريح.
إن اللجوء إلى التورية في التعبير عن المواقف، هو جزء من ملامح التفكير الحقيقي للاتحاد العام، مهما حاول أن يجملها.

والله المستعان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: محمي ..