النّجم الثّاقب

قطار الدوري الممتاز

د. طارق عوض سعد

رب ضارة نافعة، لعن الله الإمارات والجنجويد وعربانهم الشتات، ستظل دعوات المظلومين تلاحق كل معتدٍ أثيم، ولن تنجو آثامهم من دعوات أمهات الشهداء، والمنوسر من جراح بني وطني.

إن الله الذي خلق السماء بغير عمد، القائل: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ }، صدق الله العظيم. لغفورٌ رحيم على عباده وشديدٌ غليظ على الظالمين، سيغمرنا السعود حتمًا، كأننا لم نذق يومًا مرًا.

لعل من كظم غيظ النفس في خضم هذه الحرب، أنها أوردتنا مهالك النزوح المستمر، بحثًا عن الأمان والاستقرار المؤقت، ومما سنحت به إفرازات الحرب أن حظينا بمشاهدة الدوري الممتاز، في عدد من مدن بلادي الفسيحة.

صحيح أن المستويات “مش ولا بد”، وصحيح أن تأتي متاخرًا خيرٌ من أن لا تأتي، ولكن ثمة ملاحظات سأوردها تباعًا، وفقًا لتداعيات نزوحي المستمر واحقاقًا لتثاقفية المثل “شر البلية ما يضحك”، فأنا نازحٌ ومع ذلك أمارس طقوس محبتي للمستديرة.

المهم، استاد كسلا ما عاد فيه ما يسر البصر إلا شهاق جبال التاكا، نجيلٌ باهت ومقاعدٌ كأنها أُخرجت للتو من مخزن السكراب.

القضارف شجرة، نعم شجرة عديل كدة قامت جنب باب الجانبية من الداخل، عطفًا على نبات الصبار الذي قهر ثبات الجمهور، خاصة أصحاب الجيوب الأنفية.

عطبرة، عمليات الصيانة تمت بكلفتة شديدة جدًا، ولا أدري أيهما يتحمل وزر الخطل، الاتحاد العام الذي أعلن منذ فترة بداية الدوري الممتاز، أم الاتحاد المحلي الذي شكى إلى طوب الأرض جفاف موارده، جرّاء توقف الدوري خلال العامين الماضيان.

كوستي، لا وجود لمرآب لاستقبال السيارات، كما أن الباعة المتجولين والفرّيشة أكثر من الجمهور، المسألة تحتاج إلى مراجعة السلطات المحلية، لإحلال المزيد من مظاهر الحضارة.

معلومٌ أن الحرب قد نكبت الجميع، ولكن بقليل من العصف الذهني يمكن اعادة تنسيق مداخل الاستادات لسيرتها الأولى، كما أن النجيل لم يفته شرف الانضمام إلى قائمة الإهمال، والشباك حدث ولا حرج، يحضرني منظر مدافع حيدوب النهود وهو يمسك بالشباك، متحسرًا على ولوج هدف في مرماه، فإذا بالشباك تهترئ بين يديه.

استئناف منافسات الدورى الممتاز محمدة في حساب الاتحاد العام، ولو أن ثمة لوغريثم لقياس وحساب السالب والموجب، أجدني ميالًا للإيجاب في قرار استئناف المنافسة، اتكالًا على مقبل الاستحقاقات الإفريقية.

ويظل نقد بعض الهفوات التي أوردتها أعلاه، مجرد سلبيات قصيرة القامة قبالة قرار عودة جريان عجلة المنافسة، مع كل الأمنيات بالتوفيق للأندية المشاركة.

ثمة أمل ورجاء أن يلتفت أمراء اللجان ذات الصلة، إلى الطرق والنقر على آلية إعادة رونق الاستادات إلى سيرتها الأولى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: محمي ..