وسط الرياح

الكرتجة!

أبو بكر الطيب

الكرتجة في الوسط الرياضي: ما لها وما عليها.
تُعتبر الرياضة من أهم المجالات التي تجمع شتى أنواع البشر في حيز واحد، وتُساهم في تعزيز الروح الجماعية والتنافس الشريف. ومع ذلك، فإنها ليست محصنة ضد “الكرتجية” والانتهازيين والمصلحجية الذين يسعون دائمًا وأبدًا إلى تحقيق مصالحهم الشخصية على حساب المبادئ والقيم الرياضية.
هذه الظاهرة للأسف أصبحت ثقافة ومفهومًا يُتَّبع وسلوكًا يُبتدع. فأصبح الناس يتبارون ويتنافسون في استغلال الفرص لتحقيق مكاسب شخصية دون مراعاة للأخلاق أو المبادئ.
أما الكرتجة، فهي توجه الأفراد نحو تحقيق مصالحهم الخاصة، حتى لو كان ذلك على حساب الآخرين في الوسط الرياضي. ونجد الأمر متجليًا وظاهرًا في الأفراد والأندية والاتحادات الرياضية بهدف الوصول إلى المناصب أو تحقيق مكاسب مالية.
إذا رجعنا إلى الأسباب التي أدت إلى ظهور ثقافة الكرتجة والانتهازية في الرياضة، نجدها تتمثل في عدة عوامل، منها:
*/ المال المستثمر: بمعنى أن تزايد الاستثمارات في القطاع الرياضي وضخ كميات من الأموال داخل الأندية دفع العديد من الأفراد إلى السعي للحصول على نصيب من هذه الأموال، مما جعلهم يتجهون نحو تحقيق مصالحهم الشخصية.
الطموح الشخصي: هنالك عامل آخر بنفس القدر من الأهمية، وهو الطموح الشخصي. فبعض الناس يسعون للظهور كنجوم مجتمع عبر الإعلام أو لتحقيق الشهرة من خلال العمل الرياضي. وهؤلاء هم أصل البلاء والضرر الذي لحق بالرياضة.
*/كذلك غياب الرقابة: تكاد لا توجد لدينا في الوسط الرياضي ما يسمى بالرقابة اللازمة والمتابعة المستمرة، مما يُسهّل على الكرتجية والانتهازيين التسلل إلى المناصب الحساسة ومجالس الإدارات بكل سهولة ويُسر.
هل للكرتجية والانتهازيين ضرر على الوسط الرياضي؟
نعم، وبالحيل! تؤدي الكرتجة إلى عدة أضرار على الوسط الرياضي، منها:
*/تدهور القيم الرياضية: تُساهم هذه السلوكيات في تدهور المبادئ الأساسية للرياضة وغياب مبدأ العدالة والنزاهة.
*/ ومما لا شك فيه، عندما تتقاطع المصالح العامة مع الخاصة ويكون التركيز على المصالح الشخصية، يتراجع الأداء ويقل المستوى.
كيفية مواجهة ظاهرة الكرتجة
إن ظاهرة الكرتجة ومواجهة الانتهازيين تحتاج إلى وقفة جادة لمجابهتها، واتخاذ عدة خطوات منها:

فضح الكرتجية بالشفافية والوضوح.
تفعيل الرقابة الداخلية والخارجية على الأندية والاتحادات الرياضية.

وقد قال العرب:
“إن الانتهازيين والكرتجية يمثلون تحديًا حقيقيًا للرياضة، ومن المهم أن تتكاتف الجهود لحماية الوسط الرياضي من هذه السلوكيات الخاطئة لضمان مستقبل مشرق يعتمد على النزاهة والشفافية والعدل”.

والله المستعان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: محمي ..