أوجو
معاوية الجاك
مغادرة الحارس النيجيري أوجو لكشوفات المريخ تعتبر أسوأ خبر وأكبر خسارة فنية على خلفية تميز هذا اللاعب وجودته العالية.
قيمة أوجو ليست في وقوفه بين الخشبات كحارس مرمى فقط خلال التسعين دقيقة، وإنما في قيمته كلاعب يشكل إضافة لزملائه بانضباطه العالي وتمتعه بكل مطلوبات القيادة بين زملائه.
فنياً، يتفق الكل حول اللاعب من خلال ما قدمه، وحتى الحديث عن استهتاره يعتبر حديثاً مردوداً، لسبب بسيط وهو أن أصحاب هذا الرأي السلبي لم يعتادوا مشاهدة طريقة اللعب التي تعتمد على بناء الهجمة من الخلف من حارس المرمى، وهي الطريقة التي أصبحت ثابتة في كل الدوريات وكرة القدم الحديثة. ولكننا في السودان تعودنا على الإرسال الطويل أو “التطفيش” كيفما اتفق لأي كرة تصل الحارس، بجانب طريقة تنفيذ ضربة المرمى القديمة بواسطة المدافعين أو الحارس نفسه.
أوجو، حينما يبدأ الهجمة أو تصله الكرة من زملائه، يجتهد في تمريرها لهم ثانيةً بطريقة محددة حتى لو كان في وضع غير مريح، ولذلك يعتقد البعض خطأً أنه مستهتر.
وحتى اللاعب السوداني، للأسف، لم يتعود على هذه الطريقة، ولذلك يُصاب بالارتباك فيقع في الخطأ لأنه تعود على الإرسال الطويل، وهنا نرمي باللائمة على الحارس وهو بريء.
كان النيجيري يجيد دور توجيه زملائه بطريقة ممتازة جداً داخل الملعب، سواء في المباريات أو التدريبات، وبذات النسق وبطريقة لم نعهدها في أي لاعب محلي أو أجنبي من قبل.
نعود ونقول إن رحيل أوجو خسارة فادحة، ولا أعتقد أن المريخ يمكن أن يعوضه ببديل أفضل أو في مستواه.
أوجو عانى نفسياً بصورة كبيرة عقب خروج المريخ من دوري أبطال أفريقيا، لأنه افتقد التواجد في البطولة الكبيرة التي تقدمه للعالم، وهو اللاعب صاحب المشروع الطموح الذي افتقد أهم معين له في تحقيق هذا المشروع.
أوجو عانى نفسياً من الإيطالي سوليناس، الذي طالب بإبعاده منذ أيام دورة “فاليو جيت” بنيجيريا، أي بعد أيام من وصول الإيطالي. كما عانى بدنياً وفنياً بسبب ضعف مدرب الحراس البرازيلي، وأعلنها أوجو صريحة بأن المدرب البرازيلي ضعيف، وطالب بإعادة مدرب الحراس الشاب التنزاني جوسية، الذي اتفق الجميع على تميزه، إلا سوليناس الذي أبعده.
من الواضح أن النيجيري ملّ من الاستمرار مع المريخ بسبب الجو العام الذي يحتاج إلى إصلاح عاجل حتى لا يصبح منفراً أكثر للاعبين، سواء من القدامى أو الجدد.
ونقول لمجلسنا: ما دام الطاقم الفني بقيادة سوليناس، الذي كان يشكل إزعاجاً للاعبين، قد غادر، كنت أتمنى أن يتم إقناع أوجو بالاستمرار بأي طريقة حتى يكون نواة وأساساً لبناء فريق قوي للمستقبل.
لقد خسر المريخ حارساً عظيماً ومتميزاً في مستواه وانضباطه، ومن الصعب تعويضه بسهولة.