وسط الرياح

العنصرية الرياضية!

أبو بكر الطيب

العنصرية هي أبغض أشكال التمييز والإقصاء التي تحدث في مجال الرياضة خاصةً، وفي الحياة عامةً، وذلك بناءً على العرق أو اللون أو الدين أو الجنسية أو الخلفية الثقافية.

من المؤسف لنا جميعًا كرياضيين، قبل أن يكون ذلك لصاحب الشتم والسب، أن نجد في مجتمعنا الرياضي وعلى مستوى التدريب والدوري الممتاز من تتجلى فيه هذه الصفة في أبغض صورها، وفي أحد الملاعب، وعلى مرأى ومسمع كل الحضور.

إن مشكلة العنصرية، بالرغم من أنها سلوك فردي يُسأل عنه مرتكبه لهذا الجُرم الشنيع، إلا أن النتائج والوزر قد يتحمله مجتمع كامل أو جماعة أو آخرون ليس لهم أي ذنب أو علاقة بما حدث من شخص واحد، وكل ما في الأمر أنه محسوب عليهم. ومهما صدر من شخص مثل هذا الفعل العنصري، حتى وإن كان دون وعيٍ مباشر أو في لحظة انفعال، فإننا، وبكل أسف، لا نعتبره مجرد سلوك فردي، بل نحمل كل تبعاته لمن كانت له صلة به.

الجميع يعلم أن العنصرية تؤثر سلبًا على الرياضة، حيث تؤدي إلى تفضيل عنصر على عنصر آخر، كما تفسد متعة المشاهدة والمتابعة. إذ إن مثل هذه الحوادث العنصرية تجعل الجماهير تفقد رغبتها في المتابعة والمشاهدة، لأن هذا الفعل المستنكر يؤسس لمبدأ نشر الكراهية والانقسامات في قادم المباريات، وبدلًا من أن تكون الرياضة جسرًا ووسيلةً للتقارب والتسامح، تصبح منبعًا للعنصرية والانشقاق والاختلاف.

خير ما فعلت لجنة الانضباط بالاتحاد العام بفرضها عقوبات صارمة ضد من ارتكب تلك الجريمة، وعلى نادي الرابطة أن يصدر بيانًا يستنكر فيه هذا الأمر، ويعلن عن عقوبات أخرى ضد المدرب الذي انتهك مبادئ المساواة وتسبب في إحراج النادي ووضعه موضع الاتهام. كما يجب على النادي أن يقود حملة توعية، بل أن يطلق حملات توعوية ضد العنصرية تبدأ من داخل الرابطة كوستي، لتمتد إلى القرى والمدن، وتكون دعوةً إلى التنوع والمساواة بين جميع الرياضيين.

كوستي، مدينة الثقافة والرقي والتطور والحضارة، لا يمكن أن نحمّلها ما لا ذنب لها فيه، وعليها أن تكون عند حسن الظن، بأن تعلن عن دور ريادي وإعلامي في مكافحة العنصرية، لتُثبت براءتها مما حدث، وألا يُحسب عليها هذا الفعل المشين.

وأهلنا العرب قالوا:
لا نريد للعنصرية، أياً كانت أشكالها، أن تنعكس سلبًا على حياتنا المجتمعية والرياضية، وأن تأخذ بُعدًا أعمق يفسد الترابط والعلاقات الرياضية والاجتماعية. علينا جميعًا أن نعمل سويًا لمكافحة هذه الظاهرة، لضمان أن تبقى الرياضة ساحةً للروح الرياضية والمساواة، وليس للتمييز والتفرقة.

والله المستعان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: محمي ..