غلطان الفكاها عارت ولا اللقاها عايرة!

بابكر سلك
حملت الأنباء تألق مشاطيبنا مباي، ووقاساما، وأنس في الأندية التي انتقلوا إليها بعد طلاقنا لهم.
وهنا تبدو القضية..
وهنا رأي الدين صريح..
نعم، نشط الثلاثي وتألق، ولكن في أندية “موش ولابد”..
مباي في دوري الدرجة الثالثة بإسبانيا.
وقاساما في دوري الدرجة الثانية السعودي.
وأنس في ليبيا.
وضجَّت الأسافير فور سماع خبر تألقهم.
منا من تناول الأمر من زاوية “دي مرَّة بطلقوها”…
عبارة يرددها الناس عندما يُطلق أحدهم زوجةً جميلة، طيبة المعشر، تجيد فنون الحياة، فيرون أن الزوج قد خسر زوجةً لا تُعوَّض بسبب رعونته وسوء حظه.
زمان قالوا في واحد مشى يتغدى مع صاحبه…
كانت صينية الغداء مليئةً بما لذَّ وطاب، طعامٌ مطبوخٌ بحب، أكل صاحبنا حتى شبع، ثم التفت إلى مضيفه قائلاً:
“مرتك دي كان قنعت منها من إيدك دي لإيدي دي..”
المهم…
نحن أصبحنا كمن يفرط في كنزٍ ثمين، ليذهب إلى يد الحظ السعيد الذي يعرف كيف يستثمره. بدأ اللوم، الجميع يبحث عن مبررات، والجميع يبعد المسؤولية عن نفسه، وفي كل الأحوال أنا الضائع…
خاصةً وأن سانتياغو لا يزال باقياً، أكثر لاعب خسرناه في كسب وده، أصبح مثل “سماحة جمل الطين”، مثل الرجل الذي يتزوج حنكوشة، ثم يتفاجأ بأنها تحمر الجبنة وتضع الثلج في القهوة!
المهم…
اتفق الناس على أن السبب هو غشاوة سوليناس، والبعض ذهب أبعد من ذلك، وقالوا إن السبب هو من أعطى سوليناس تلك المساحة التي جعله يبرطع فيها ويفسد كل جميل في الكيان.
واستندوا إلى حكمة في شكل سؤال:
“غلطان الفكاها عارت ولا اللقاها عايرة أداها سوط؟”
وهكذا دخلنا في جدل بيزنطي لا طائل منه، والأفضل لنا تركه والالتفات إلى ما نملكه، وتهيئة البيئة المثالية لما لدينا، لنرى ثمار الصبر ونحصدها.
أيا كان المخطئ،
سواء الفكاها عارت،
أو اللقاها عايرة أداها سوط،
العثرة تصلح المشي، لا للسقوط والاستسلام بعد العثرة، نعم للنهوض مجددًا والعودة إلى المضمار بقوة وعزيمة، نستصحب معنا تاريخنا العريق ومكانتنا السامية، لا بهتاف “سير سير يا نمير، نحن جنودك للتعمير”، ولكن بالتناصح والتعاضد ودعم المجلس على الأقل بالرأي السديد والرشيد.
والجفلن خلهن يا نمير،
والبتزازي جوة السور باحثة عن مخرج، افتح لها الباب حتى لا تلهينا بمراقبتها ومحاولات إعادتها إلى الحظيرة.
هي ذاتها حلبت كم؟ أنتجت شنو؟
“المابتجيب لبن بتنجرز يا نمير، تاكل وتشرب فوق كم؟”
المهم..
العشم كبير، وخطى الإصلاح مبشرة، فقط لا تلتفتوا إلى الوراء، إلا للاستفادة من الأخطاء الماضية والمضي قدمًا بالمسيرة.
فالغلط ما غلط، لكن الغلط التمادي في الغلط، وعدم الاستفادة منه.
أيها الناس…
“إن تنصروا الله ينصركم…”
أها، نجي لي شمارات والي الخرطوم!
كان شفت يا والينا،
يجب علينا جميعًا المشاركة في بناء الوطن، بأفكارنا، وحر مالنا، وأيدينا، لا نريد إقصاءً لأحد، الوطن يسع الجميع،
“وتبت يدا من يقصينا!”
سلك كهربا
“ننساك كيف، والكلب قال: كلب الراعي هو البحرس القطيع، لا بياكل لحمو، لا بيرضع لبنو، وما بخلي القاصية تسرح بي قيدها.. احترموه شوية!”
وإلى لقاء!