وسط الرياح

ينظر ويُفاد!

أبو بكر الطيب

بالنظر إلى تقييم العمل الإداري لنادي المريخ في الفترة الأخيرة، يتطلب منا النظر إليه من عدة جوانب، وليس فقط تسجيل اللاعبين أو تعيين إدارة رياضية جديدة.

وحتى يكون الحكم عادلاً، لا ظلم فيه ولا إجحاف، يجب علينا تحليل النتائج والنظر إلى أداء الفريق في المباريات التنافسية: هل تحسّنت النتائج بعد التغييرات؟ هل تم تحقيق أهداف معينة؟ هل هناك استراتيجية طويلة الأمد؟ هل هناك خطة واضحة للنمو والتطوير؟ هل التغييرات السطحية، مثل تسجيل لاعبين أو تعيين إدارة جديدة، تكفي إذا لم تكن هناك رؤية استراتيجية واضحة؟ هل هناك تحسّن في التواصل مع رموز وأقطاب النادي وجماهيره؟ هل كان هناك تقييم فني تم بموجبه اختيار اللاعبين بناءً على احتياجات الفريق الحقيقية؟

ربما يمتعض ويغتاظ البعض من تساؤلاتي، ويعتبرها تساؤلات تعجيزية وليست في محلها، ولكني أعتبرها تساؤلات مشروعة لنادٍ في قامة المريخ وعراقته. ومن المفترض أن تكون تلك التساؤلات من أبجديات نظامه وأولى اهتماماته، فهو ليس فريقًا يلعب في دوري الروابط حتى تعجزه مثل تلك التساؤلات.

إذا كانت تلك التساؤلات قد شهدت تحسناً ملحوظاً، فإن تسجيل اللاعبين وتعيين إدارة جديدة يمكن أن يُعتبر خطوة إيجابية.
لكن إذا لم تؤدِّ هذه التغييرات إلى تحسين فعلي في الأداء العام للفريق، فقد يكون من الصعب اعتبارها نجاحًا حقيقيًا، كما أنها لن تلغي كل الإخفاقات السابقة أو تمحو التخبط الإداري. لا بد أن يكون التقييم شاملاً ومستندًا إلى معايير موضوعية، وليس مجرد إجراءات شكلية أو قرارات متأخرة جاءت كرد فعل على الضغوط.

على الإدارة الرياضية الجديدة تقديم خطة واضحة لمستقبل النادي، بعيدًا عن القرارات الآنية والعشوائية، بحيث يكون العمل وفق رؤية تشمل تطوير المراحل السنية، والاستثمار، والتسويق.
لا بد من التعامل مع الأزمات الطارئة بإدارة احترافية وقرارات مدروسة غير متسرعة، إذ إنه إذا لم تكن هناك مؤشرات تدل على أن هذه التعديلات ستؤدي إلى استقرار الوضع لفترة طويلة الأمد، فستكون مجرد إجراءات لتهدئة الجماهير والإعلام وامتصاص الغضب.

وأهلك العرب قالوا:
“التقييم يجب أن يكون قائمًا على الأداء الفعلي والتغييرات الجوهرية، وليس على مجرد خطوات شكلية.”

إذا استمرت العشوائية وسوء الإدارة رغم التعاقدات الجديدة، فهذا يعني أن المشكلة ما زالت قائمة. أما إذا كانت هناك رؤية واضحة وقرارات مدروسة واستراتيجية واقعية، عندها يمكن أن نقول إن هناك تقدمًا حقيقيًا يحدث.

والله المستعان.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: محمي ..