أرح.. أرح زمن مافي!
بابكر سلك
*قابلني فيديو بالميديا غريب شديد.
*واحد طالع على سطح عمارة شاهقة تحت التشييد، قالوا في بورتسودان.
*داير ينتحر.
*الدفاع المدني واقف في محاولة لإثناء الرجل أو إنقاذ ما يمكن إنقاذه من أشلائه إذا نفّذ ما يدور بخلده.
*الغريبة الناس ملمومة تحت، وما في زول بقول ليهو: “يا زول، استغفر. كدي راجع قرارك ده. البتعمل فيهو ده حرام يا زول”.
*واحدين مفتكرين القصة لفت نظر، وواحدين قايلنها من باب الشهرة، وواحدين مقتنعين أنو الزول ده جبان غلبو الصبر، وهارب من جحيم الدنيا إلى نعيم الآخرة، حتى ولو اختار بابًا خاطئًا للولوج منه لنعيم الآخرة.
*فهو يثق في أن رحمة الله أوسع من ذنبه، لذا يستعجل الرحيل.
*ولك أن تتخيل:
*الناس تحت تكورك للزول الفوق: “تلب يا زول، اقع! خيرها في غيرها، أرح أرح، زمن مافي!”.
*جادين في قصتهم دي، وصاحبنا جادي برضو.
*الفيديو كمل، وما عرفت بعد داك الحصل ليهو شنو: هل اقتنع ورجع أم وقع؟
*إسلام بتي بتحضر معاي الفيديو، قالت لي: “مفروض ما يقنط من رحمة الله، الحال بتصلح”.
*قلت ليها: “مهما ضاقت، ماليهو حق ينتحر”.
*قالت لي: “لو مريخابي يا بابا ليهو حق!”.
*قلت ليها: “حتى ولو مريخابي، يصبر يا بتي لما التسجيلات تنتهي وبعدين يقرر”.
*قالت لي: “تفتكر؟”.
*لن نقنط يا نمير، فخطوات الإصلاح التي تقوم بها الآن تدعونا للصبر.
*وسأصبر حتى يعجز الصبر عن صبري، وأصبر حتى يأذن الله في أمري، وأصبر حتى يعلم الصبر أنني صابر على شيء أمرّ من الصبر.
*لن نتشعبط على سطح عمارة لننتحر بؤسًا، ولن نموت كمدًا ألبتة، ولكننا سنصعد على سطح طموحاتنا.
*نساهم في إكمال تشطيب البناء الشاهق، فقط نطالبكم بهيكل قوي ومتين يستطع حمل ألف من الطوابق.
*ووقتها سنقوم بجهود التشطيب، والديكور، والطلاء، ونجبّص ليكم كمان كل أعمال الديكور، والمظهر الذي يليق بتاريخنا وواقعنا وطموحنا.
*نحنا ما بنقصر، وأنت ما تفسر.
*فقط أعمال الهيكل: جوّدوها.
*والسوسة البتاكل الخرسانة: أبعدوها.
*والقواعد لازم تعزلوها.
*في موية بتيجي من تحت تنخر كل الأساسات.
*الموية دي بالذات لا معروف مصدرها، ولا معروف ليها سبب، والغريبة سطحية.. سطحية جدًا.
يا هيك، يا خلونا نلحق سطح عمارة بورتسودان!
*أيها الناس:
*إن تنصروا الله ينصركم.
*أها، نجي لي شمارات والي الخرطوم.
*كان شفت يا والينا: أكعب حاجة لما يضعف زول فينا.
*رحمة الله واسعة وبتنجينا، وكل رصيدنا ثقة في الله يا والينا.
سلك كهربا
ننساك كيف؟!
والسؤال: الزول ده كان رمى نفسو وما مات وكسر جسمو كلو… يلقوا ليهو دواء ودكاترة وين؟
غايتو بس يجبصوا ليهو وياكل نارو!
وإلى لقاء،
سلك.